مدونة حمود الباهلي

في ذم المطعسة*

١٢ نوفمبر ٢٠٢٢

بصفتنا كائنات اجتماعية، نحرص أن نبدى للآخرين صورة عن ذواتنا أحسن من الواقع، مثلا الفقير يظهر نفسه من الطبقة الوسطى و الجاهل يحاول أن يعطيك إيحاء بأنه قارئ.

يتجلي هذا السلوك عند شريحة الشباب، فهي شريحة شديدة الحساسية تجاه تقييم الآخرين لها، خصوصا إذا كان التقييم قادما من فتيات..

الشباب قد يدفعه رغبته في نيل إعجاب فتاة لخلق الكرم والشجاعة واللطف.

وهو مشاهد،، يكون يصرف الشباب أمام الفتيات برقي أكثر فيما لم يكن موجودات.

لكن لدينا في السعودية، شريحة شبابية غريبة، تحب ( المطعسة)

تحب الجهل، الغباء، قلة الذوق.

تعتقد هذا الشيء ظريف!

عندي تفسير ثقافي..

بدأت هذه الظاهرة بعد احتكاك طبقات فقيرة بالطبقة المخملية بالرياض.

لأن التفاوت الطبقي عال جداً في الرياض، تفاوت مالي وثقافي أيضا، فقد وجد بعض أفراد الطبقة المخملية التصرفات العفوية عند الطبقة الفقيرة عند التعامل مع منتج جديد ظريفة.

تفضيل الأكل باليد بدلا من الشوكة مثلًا .

أو مثلا لا يعرف إجراءات السفر بالرحلات الدولية، لأنه لم يجربها..

يصدر عنها مواقف ظريفة.

بالتأكيد ظريفة لأنها عفوية،ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشارها باعتبارها مواقف مضحكة.

استغلت للأسف مجموعة هذا اللون العفوي من الظرافة، لإغراقنا بمواقف سخيفة، تعكس قلة ذوق ، وجهل.

صار لهذه الشريحة رأس مال اجتماعي، من خلال التباهي ( بالمطعسة).

* المطعسة اسم مؤخوذ من طعس، الطعس الكثيب الرملي، لكن أطلق على الناس الذين يتصرف بلا ذوق.



حمود الباهلي

حمود الباهلي - معد بودكاست لمحات. مهتم بالتاريخ والكتابة والسرد القصصي.