مدونة حمود الباهلي

عندما ينفعك الكذب أكثر من الصدق

١١ سبتمبر ٢٠٢٢



لي مجموعة من الأصدقاء نجتمع بشكل دوري، تواعدنا أن نجتمع الأربعاء المقبل، لكن لظرف حصل لي، أرسلت لهم البارحة رسالة اعتذار عن الحضور.
تعجبت لما لم يتقبلوا العذر، ورأوا أن الاعتذار المسبق يعكس رغبة غير جدية في الحضور! مع أني من اكثرهم التزاماً بهذا اللقاء.
يفضلون أن أقول لهم سوف أحضر، إذا اجتمعوا أرسل لهم رسالة: آسف لا أستطيع الحضور، ابنتي مريضة.

وهي عادة قبيحة عند السعوديين، يعلم يقينا أنه لن يحضر المناسبة أو الموعد، وينتظر حتى آخر لحظة ليعتذر.

في موقف آخر، طرح مشروع إعلامي في مجموعة تضم مثقفين ومثقفات وأنصاف مثقفين وأنصاف مثقفات، لم أدعم المشروع، ودعمه آخرون مع أنهم يعلمون أنه خطأ، حصل أن المشروع فشل، العجيب أن صاحبه ظل عاتباً لفترة لأني لم أدعم مشروعه الذي أراه خطأ، فرح بالأشخاص الذين دعموهم وهم يعلمون أنه خطأ.

الكذب من آليات الدفاع في الأوضاع الاجتماعية التي يسود فيها القهر والاستبداد، أما المجتمعات التي يسود فيها العدل والكرامة، فيثمنون الصدق.



حمود الباهلي

حمود الباهلي - معد بودكاست لمحات. مهتم بالتاريخ والكتابة والسرد القصصي.