١١ سبتمبر ٢٠٢٣
المعارك حول المطاعم والأكل، التي نشبت بين مغردين من الكويت و السعودية، لا تعكس في نظري حساسية هذا الطرف، أو تفاهة الطرف الثاني.
لكنها شاهد على اختناق الفضاء العام.
فالبشر كائنات تحب النقاش ” وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا” لكن
تقلص مساحة كبيرة من تداول الآراء، هبط بنوعية النقاش.
لعلي أتحدث عن تجربتي.
انتقدت قبل عدة سنوات، حجم خط و أخطاء إملائية لسلسلة كتب تصدرها دار نشر سعودية، هددني مالك الدار برفع قضية تشهير علي؟ في البداية لم أعره اهتماما، لكن صديقا يعرفه، أخبرني : أن أناس تأذوا منه، فلديه مكتب محاماة، هذا الموقف، قبل أن يصدر القانون الجديد في القضاء السعودي، الذي يلزم الطرف الخاسر من القضية بدفع تكماليف الطرف الرابح.
تلقيت مكالمة قبل سنتين من فتاة، أخربتني أنها تعمل في جهة ثقافية، يودون استضافتي، طلبت مني حسابي في توتير، ظننت في البداية أنهم سوف ينشرون حسابي ضمن إعلان ما، فأكسب عددا من المغردين، لكن تفاجأت لما أخبرتني أنهم، تأكدوا من خلو حسابي مما لا يُقبل في الوسط الثقافي، و هي صيغة مهذبة: إنك ما سبيتنا في توتير!
علمت فيما بعد، أن أناسا أفضل مني من الناحية المعرفية، استبعدوا من هذه الفعالية، بسبب منشورات لهم تنتقد جهات قريبة من هذه الجهة.
حدثت قبل فترة، معركة سخيفة عن بديعة الإمام النووي، الذي لا تخلو مكتبة طالب علم من أحد كتبه، أثارها يوتوبر، لولا أن الفضاء الشرعي العلمي مقيد، لأسباب سياسية، لما كان لهذه المعركة أي صدى.
هذا ليس خاصا بنا، أعرف عددا من الأصدقاء، حذفوا حساباتهم في وسائل التواصل، لما قدموا علي فيزا دراسية لأمريكا.
حمود الباهلي - معد بودكاست لمحات. مهتم بالتاريخ والكتابة والسرد القصصي.